السياحة، التنمية المستدامة، التنمية السياحية المستدامة، السياحة الصحراوية المستدامة

السياحة، التنمية المستدامة، التنمية السياحية المستدامة، السياحة الصحراوية المستدامة

أ : ساعد هماش 

جامعة الحاج لخضر باتنة، الجزائر 

أ‌- السياحة :

تختلف مفاهيم وتعاريف السياحة باختلاف الزوايا التي ينظر بها إلى هذا المصطلح، فزاوية الاقتصاديين ترى أنها ظاهرة اقتصادية أما الاجتماعيين فيرون أنها ظاهرة اجتماعية بحتة، أما من الزاوية الثقافية فيرون أنها ظاهرة ثقافية تمتزج من خلالها الثقافات والعادات والتقاليد، وعلى العموم فقد عرفت السياحة من خلال المنظمة العالمية للسياحة على أنها :" تضم أنشطة الأشخاص المسافرين للبقاء في أماكن خارج البيئة المعتادة لمعيشتهم  لمدة لا تتجاوز سنة واحدة على التوالي للترفيه وأغراض أخرى لا علاقة لها بممارسة أي نشاط مقابل أجر من ذلك المكان"⁽⁾.

وعرفت أيضا على أنها :" السياحة ظاهرة من ظواهر عصرنا تنبثق من الحاجة المتزايدة إلى الراحة و تغير الهواء، والى مولد الإحساس بجمال الطبيعة ونمو هذا الإحساس ، والشعور بالبهجة والمتعة ، والإقامة في مناطق لها طبيعتها الخاصة وأيضا نمو الاتصالات وخاصة بين الشعوب وأوساط مختلفة من الجماعات الإنسانية ، وهي الاتصالات التي كانت ثمرة اتساع نطاق التجارة والصناعة سواء أكانت كبيرة أو متوسطة أو صغيرة وثمرة تقدم وسائل النقل"⁽⁾.

     من خلال التعريفين السابقين للسياحة نستخلص أن السياحة بمفهومها العام هي الانتقال من مكان إلى مكان آخر يكون خارج البيئة الأصلية للمسافر لغرض الراحة وتغيير الهواء والبحث عن الهدوء والراحة وجمال الطبيعية بحيث لا تتعدى مدة الإقامة في المناطق المستضيفة سنة واحدة، ولا يكون الغرض الأساسي منها ممارسة التجارة أو كسب الربح أو تلقي الأجر مقابل الخدمات.

ب‌-التنمية المستدامة :

التنمية بصفة عامة كما عرفتها هيئة الأمـم المتحـدة هي :" مجموعة  من الوسائل والطــرق التي تستخدم بقصد توحيد جهود الأهـالي مع السلطات العامة، من أجل تحسين مستوى الحياة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمعات الوطنية والمحلية، وإخراج هذه المجتمعات من عزلتها لتشارك إيجابيا في الحياة القومية، ولتساهم في تقدم البلاد"⁽⁾.

من قراءتنا لهذا التعريف يتضح لنا أن التنمية في حقيقتها تحسين وتطوير مختلف ظروف المعيشة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية للفرد والمجتمع.

أما التنمية المستدامة فمن أهم تعريفاتها وأوسعها انتشارا ذلك الوارد في تقرير بروندتلاند (نشر من قبل اللجنة عبر الحكومة التي أنشأتها الأمم المتحدة في أواسط الثمانينات من القرن العشرين بزعامة جروهارلن بروندتلاند لتقديم تقرير عن القضايا البيئية)، والذي عرف التنمية المستدامة على أنها:"التنمية التي تلبي احتياجات الجيل الحاضر دون التضحية أو الإضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها"⁽⁾.

وبخصوص المفهوم الاقتصادي للتنمية المستدامة فإنه يختلف حسب طبيعة الدول النامية والمتقدمة، فبالنسبة للدول النامية فإن التنمية المستدامة تعني لها توظيف الموارد من أجل رفع مستوى المعيشة للسكان الأكثر فقرا في الجنوب، وبالنسبة  للدول المتقدمة: التنمية المستدامة تعني إجراء خفض عميق ومتواصل في استهلاك هذه الدول من الطاقة والموارد الطبيعية، وإجراء تحولات جذرية في الأنماط الحياتية السائدة، واقتناعها بتصدير نموذجها التنموي الصناعي عالميا⁽⁾.

وإجرائيا فالتنمية المستدامة هي الاستغلال العقلاني لمختلف الموارد الطبيعية لتحقيق التنمية بمختلف أنواعها دون الإضرار بالأنظمة البيئة والحفاظ على حقوق الأجيال القادمة لتلبية حاجاتها الاقتصادية والحيوية.

ب- التنمية السياحية المستدامة :

التنمية السياحة المستدامة هي التي تلبي احتياجات السياح والمناطق المضيفة بحماية وتعزيز الفرص المتاحة للمستقبل ، وتتوخى إدارة جميع الموارد التي تمكن الوفاء بالاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والجمالية مع الحفاظ على السلامة الثقافية، والعمليات الإيكولوجية الأساسية، والتنوع البيولوجي ونظم دعم الحياة⁽⁾.

وتعرف التنمية السياحية المستدامة والمتوازنة بأنها :" تنمية يبدأ تنفيذها بعد دراسة علمية كاملة ومخططة داخل إطار التخطيط المتكامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية داخل الدولة ككل أو داخل أي إقليم من الدولة تتجمع فيه مقومات التنمية السياحية من عناصر جذب طبيعية وحضارية أو أيهما"⁽⁾.

وعرف الاتحاد الأوربي للبيئة والمنتزهات القومية في عام 1993 التنمية السياحية المستدامة على أنها :" نشاط يحافظ على البيئة ويحقق التكامل الاقتصادي والاجتماعي ويرتقي بالبيئة المعمارية"⁽⁾.

من خلال التعاريف السابقة للتنمية السياحية المستدامة نلحظ أنها تركز على تلبية احتياجات السياح دون الإضرار بالمحيط البيئي والاجتماعي للمناطق المستضيفة وتعمل على الوفاء بالسلامة الثقافية والعمليات الإيكولوجية الأساسية.

والتنمية السياحية المستدامة المقصود بها في هذه الدراسة تنمية المناطق السياحية وتوفير الهياكل والقواعد الأساسية للسياحة وكل ما تطلبه العملية السياحية دون الإضرار بهذه المناطق سواء من الناحية الإيكولوجية أو الاجتماعية أو الثقافية، ومراعاة سلامة التنوع البيئي والبيولوجي ونظم دعم الحياة المتنوعة. 

ج- السياحة الصحراوية المستدامة :

السياحة الصحراوية المستدامة هي عبارة مكونة من ثلاثة مصطلحات هي: السياحة ثم الصحراء وأخيرا المستدامة، فهنا تم ربط السياحة المستدامة بالصحراء، وبالتالي فإذا أردنا أن نعطي تعريفا للسياحة الصحراوية المستدامة فهذا يعني إسقاط مفهوم السياحة المستدامة على المناطق الصحراوية.

 ومنه فإن السياحة الصحراوية المستدامة تعني السياحة في المناطق السياحية الصحراوية من خلال توفير الهياكل والقواعد الأساسية للسياحة في الصحراء وكل ما تطلبه العملية السياحية الصحراوية دون الإضرار بالطبيعة البيئية للصحراء سواء من الناحية الإيكولوجية أو الاجتماعية أو الثقافية، وحفظ سلامة التنوع البيئي والبيولوجي ونظم دعم الحياة المتنوعة في المناطق الصحراوية.